فيلومطار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فيلومطار

منتدى الأستاذ هشام إدرحو
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المحور الثاني: طبيعة السلطة السياسية " تحليل قولة لمكيافيلي "

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 74
تاريخ التسجيل : 02/01/2013

المحور الثاني: طبيعة السلطة السياسية " تحليل قولة لمكيافيلي " Empty
مُساهمةموضوع: المحور الثاني: طبيعة السلطة السياسية " تحليل قولة لمكيافيلي "   المحور الثاني: طبيعة السلطة السياسية " تحليل قولة لمكيافيلي " Emptyالثلاثاء مارس 04, 2014 9:36 pm

تمرين مندمج حول منهجية كتابة الموضوع المحلل والمناقش في ورقة التحرير

"الغاية تبرر الوسيلة"
حلل وناقش قول ميكيافيلي مبرزا طبيعة السلطة السياسية عنده



مطلب الفهم (4ن)
تحديد الموضوع (تأطير الموضوع: المجال، المفهوم المركزي، الإشكال) وصياغة الإشكال


تشير الدولة إلى مجموع المؤسسات والأجهزة السياسية والتشريعية التي تسعى للحفاظ على وحدة المجتمع. وتحقيق هذه الوحدة المجتمعية لا يمكن ان يتحقق بدون سلطة سياسية منظمة تحكم الناس وتسير شؤونهم العامة؛ فإذا كانت السلطة السياسية هي تلك القدرة المادية أو المعنوية التي يتوفر عليها الشخص الذي بيده الحكم لكي يمارس تأثيره على الشعب ويوجه تصرفاتهم. فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو : ما طبيعة هذه السلطة السياسية؟ وماهي المؤهلات التي ينبغي توفرها في الحاكم والتي تقوده الى ممارسة السلطة والحفاظ على استمراريتها ؟ وهل ينبغي أن يتسم الحاكم بالقوة والحزم والعنف ونكث العهد ام بالاعتدال والرفق والأخلاق والقانون؟

مطلب التحليل (5ن)
- المطلوب من المتعلمين: تحديد المفاهيم والألفاظ الواردة في القولة؛ استخراج الأطروحة وشرحها إبراز الحجاج المفترض في القولة؛


     إن الإجابة عن هذه القولة تتطلب منا معالجة منهجية ومنظمة للكشف عن المفاهيم الأساسية المكونة لبنيتها، حيث نجد مفهوم الغاية ومفهوم الوسيلة. فما المقصود بهما؟

ارتبطت هذه العبارة بالكاتب الإيطالي الشهير نيقولا مكيافيلي، صاحب كتاب (الأمير)، وهي عبارة محملة بمعاني البطش والغدر والرياء والمراوغة والمخاتلة، باعتبار أن ميكافيلي مدح هذه الصفات، وأكد أنه لا بد للأمير من سلوكها إذا كان في ذلك إنجاح أعماله وتحقيق غاياته.
يتضح إذن أن القولة تنبني على اطروحة ضمنية مفادها أن غاية السياسة عند ميكيافيلي هي المحافظة على قوة الدولة، والعمل على ازديادها، والوسائل التي يقصدها لا تقوم على المقاييس المسلم بها في مجال الأخلاق؛ ذلك أن المهم والأولي هو تحقيق الغاية المنشودة، ولا عبرة في الوسيلة الموصلة إليها. ومن هنا تبرير مدح مكيافيلي للحكام الذين يحققون تركيز سلطتهم وقوة دولهم، دون الأخذ بعين الاعتبار الوسائل التي لجأوا إليها لتأمين ذلك، ودون مراعاة عدم ارتباط هذه الوسائل بالقيم والمسلمات الأخلاقية.
إن مصلحة الامير دائما تكمن في استمراريته على عرش السلطة والحفاظ على دولته، ولكي يكون الامير حكيما يجب ان يتمتع بصفة " يفعل ما ينبغي كما ينبغي في الوقت الذي ينبغي". وهذا ما يحتم عليه أن لا يحافظ على عهد أو يفي بالتزامات قد تضيع مصلحته. والنكث بالعهد في نظره لا يمكن أن يعتبر رذيلة إلا اذا كان الناس جميعهم فضلاء وخيرين، والحال أنهم مخادعين وأشرار وجبناء.
يعتبر ميكيافيلي أن هناك وسيلتين لضبط الحكم؛ الوسيلة الأولى هي الطريقة القانونية والتي تعتمد أو تستند الى ما هو قانوني. أما الوسيلة الثانية فهي طريقة القوة والتي من خلالها يستطيع الأمير ارهاب وتخويف الشعب وبسط سلطته عليهم.ومادام الأمير ملزما باستعمال القوة، لأن القانون غير كاف ، فانه يجب عليه أن يكتسب من الثعلب المكر والحذر حتى لا يسقط في فخاخ اعدائه، ويتعلم من الأسد كيف يكون قويا يهابه الجميع. فالأمراء الذين حققوا أعمالا عظيمة في نظر ميكيافيلي هم من لهم القدرة على التأثير على عقول الناس بالمكر والخداع والدهاء مع القوة والعنف والشراسة. قاصدا بذلك البابا اليكساندر السادس الذي وصفه بانه: “لم يقم بأي عمل سوى خداع الآخرين، ولم يفكر بأي شيءٍ سوى ذلك. وكان يجد دائمًا الفرصة للنجاح في خداعه. ولم يكن ثمة من يفوقه مهارة في تقديم الوعود وإغداق التأكيدات، في الوقت الذي لم يكن هناك من هو أقل تمسكًا بها منه. ومع ذلك فقد نجح دائمًا في خداعه. إذ أنه كان يتقن هذه الطريقة في معالجة الأمور.

طلب المناقشة (5ن)
-  حدود الاطروحة ورهاناتها + سؤال التشكيك والتجاوز، وفتح أفق التفكير (باستحضار أطروحات فلسفية تتفق أو تتمايز أو تدحض وتنتقد الطرح الموجود في القولة).      
   

يتبين مما سبق أن طبيعة السلطة السياسية عند مكيافيلي تنبني على القوة والعنف فهو ينصح الأمير ان يستخدم جميع الوسائل المتاحة لديه سواء اكانت مشروعة (القانون) او غير مشروعة ( المكر والخداع والترهيب ونكث العهود) من أجل ضمان استمراريته.وقد قدم نموذجًا “مثاليًا” . لكن ألا يمكن لهذا النوع من السلطة السياسية أن يفضي الى عواقب كرد فعل اتجاه هذه السلطة الانظمة السياسية المستبدة؟ أليس الرفق والاعتدال والديمقراطية وتحقيق مصالح الشعب هي ما يؤسس لعلاقة ايجابية بين الحاكم والمحكومين؟
وفي مقابل الرؤية التي تقرن السلطة السياسية بالعنف والقوة والمكر ونكث العهد... يرى ابن خلدون انا الحاكم يجب ان يعامل شعبه بالرفق والاعتدال والتوسط, فالعلاقة بين السلطان ورعيته هي علاقة جدلية؛ فالسلطان هو من له رعية ، والرعية هي من لها سلطان. وهده العلاقة هي نموذج السياسة المثلى التي تقوم على الاعتدال. فالرعية لا يهمها من السلطان لا صفاته الجسمية ولا قدراته العقلية. أن الرعية تهتم فقط بما يمكن أن يلمسوه من تأثير حكمه على حياتهم؛ فإذا تأسس الحكم على الاستبداد والتربص بالرعية فعلى السلطان أن يتوقع خذلانا من رعيته عند الحاجة اليهم في الحرب و الشدائد لأن الظلم يفسد أخلاق الناس. أما إذا كان السلطان حليما عطوفا وعادلا تناسوا سيئاته وأحبوه. لذلك يعتبر ابن خلدون أن السلطة السياسية يجب أن تقوم على الاعتدال والرفق والتوسط بين السلطان ورعيته وليس الدخول معهم في الصراع والعنف والنبذ إذ هي أرادت الاستمرار.

مطلب التركيب (3ن)
صياغة تركيب عام لما جاء في التحليل والمناقشة مع إمكانية ابداء الرأي الخاص حول الموضوع قيد الدرس ومحاولة فتح أفق التفكير في إشكاليات أخرى ذات ارتباط بالموضوع
ختاما، إذا كانت القولة تعتبر أن استخدام الوسائل المشروعة و غير المشروعة هو من يضمن استمرارية السلطة (ميكيافيلي) ، فإن هناك من يعتبر أن الرفق والاعتدال والأخلاق هي ما يضمن استمراريتها ( ابن خلدون) . إن هذا الاختلاف في الموافق والتصورات حول موضوع السلطة السياسية إنما هو نابع من المناخ السياسي وطبيعة الدولة في عصر كل فيلسوف. فرغبة ميكيافيلي بوحدة ايطاليا وقوتها دفعه إلى بناء تصور للسلطة السياسية يقوم أساسه على نظرة براغماتية (الغاية تبرر الوسيلة). أما ابن خلدون فقد كان موفقه يتسم بنوع من التحليل التاريخي للسلطة السياسية في المجتمعات الاسلامية العربية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://philohicham.ahlamontada.com
 
المحور الثاني: طبيعة السلطة السياسية " تحليل قولة لمكيافيلي "
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المحور الثاني : معايير الحقيقة تحليل ومناقشة نص دافيد هيوم
» المحور الاول الحقيقة و الرأي الجزء الثاني "2"
» مفهوم الحقيقة المحور الثاني معايير الحقيقية
» المحور الثالث : قيمة الخقيقة
» تحليل نص اسبينوزا ص 129 كتاب المنار(مطلب التحليل) نابع "1"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فيلومطار :: دروس الفلسفة للسنة الثانية بكالوريا-
انتقل الى: