22.02.2014
06:18:54
إذا كانت المجزوءتان السابقتان قد وضعتنا أمام الوجود الإنساني في مختلف أبعاده الفردية منها والاجتماعي والتاريخية والمعرفية. فإن مجزوءة السياسة تفتحنا على مستوى آخر من الوجود الإنساني. إنها الممارسة السياسية التي تشكل أهم الممارسات البشرية الجماعية و التي تجعل من الوجود الإنساني وجودا منظما خاضعا لمبادئ وقوانين عقلية و أخلاقية. وتعتبر الدولة الإطار المنظم لهذه الممارسة لما تملكه من سلطة تسمح لها أحيانا بأن تتدخل بعنف، وهذا العنف قد ينظر إليه كحق مشروع للدولة، لأن بدونه لا يمكن لدول أن تحقق وظائفها على الشكل المطلوب وهذا الأمر يطرح يجعلنا نطرح أكثر من سؤال : من أين تستمد الدولة مشروعيتها ؟ هل من حماية الحريات وضمان الأمن أم من ممارسة الهيمنة والعنف ؟ هل العنف الذي تتخده الدولة كوسيلة لتنظيم العلاقات بين أفراد المجتمع، هو عنف مشروع ؟ ومن الذي يمنحه هذه المشروعية ؟ ألا يشكل العنف مسا بحقوق الإنسان وبالعدالة المنشودة ؟
مفهوم الدزلة
تقديم
تعتبر الدولة أھم مؤسسة تسھر على تسییر المجتمع و تدبیر شؤونھ ؛ وھي بذلك أشمل تنظیم یعكس مجموعة أفراد المجتمع.ویتجلى ھذا التنظیم في عدد من المؤسسات الإداریة و القانونیة والسیاسیة و
الاقتصادية التي تتطابق مع متطلبات المجتمع. إن وجود الدولة نابع من قصور المجتمع عن تسییر شؤونھ في غیاب ھذه المؤسسة التي تحفظ وجوده و تضمن استمراریتھ. لكن بالرغم من ھهذه الأھمیة التي تشغلھا مسألة الدولة ؛یبقى سؤال ماھي الدولة غامضا. وھذا الغموض نابع من الأدوار المعقدة التي تلعبھا الدولة والتناقضات الواضحة التي ترافقھا .وإذا كانت الغایة من وجود الدولة ھي تنظیم أمور المجتمع فھل یقف دورھا عند مسألة التنظیم؟ ھل یمكن الحدیث عن حیاد الدولة؟ ثم كیف یكون وجود الدولة مشروعا.؟
